شركة السراحنة التجارية الصناعية الزراعية قصة نجاح سرها المصداقية وحب العمل
تم النشربتاريخ : 2017-06-21
- بداية متواضعة من محل لبيع الطيور عام 1952,
- اراد والده ان يكون طبيباً, ولكنه اختار التجارة وتطوير عمل أبيه.
- تحديات ومخاسر, ولكن التجارة ربح وخسارة.
- الصدق وحسن المعاملة أنجع وسائل الدعاية.
- طموحاً كبيراً, ونسعى لتغطية حاجة السوق.
إعمل ما تحب حتى تحب ما تعمل قد يرى البعض فيها مجرد عبارات مفرغة من معناها، أو بعيدة عن الواقع وقد يعتقد البعض الآخر أن الواقع هو من يتحكم في مصائر البشر لا الرغبة والإصرار على الأهداف، ولكن شركة السراحنة التجارية الصناعية الزراعية، أثبتت هذه العبارة قولاً وفعلاً وأثبت العاملين فيها وعلى رأسهم المدير العام لها الاستاذ سعدي محمد عبد الهادي السراحنة أن الصدق في التعامل هو كرت التاجر الرابح وأن النجاح ليس كما يتخيله البعض يأتي بضربة حظ او بضربة تجارية كبيرة، وإنما تبنى لبناته بصبر وحكمة كبيرتين ، تجعل من هذا البناء صرحاً عصياً على الفشل او الانكسار أمام الظروف الصعبة.
الانطلاقة
كانت البداية بسيطة عام 1952م في محل لبيع الطيور البلدية مثل الدجاج والحمام والبيض وغيرها في شارع الشهداء تحت إدارة الأب في وقت كان فيه شارع الشهداء من أكثر المناطق ازدحاماً وحيوية، وبقي الحال على ما هو عليه حتى عام 1967م حيث تطور العمل في حينها ليشمل دجاج المزارع وكان يتم استيراد الصيصان والأعلاف من الأردن وقتها ومن ثم تحول خط الاستيراد من اسرائيل وبدأت الشركة باستيراد الأعلاف والطيور والصيصان منها, وتوزيعها على أصحاب المزارع الحيوانية المختلفة ونقل وتوزيع الدجاج والبيض بالمقابل من تلك المزارع للسوق.
النقلة النوعية ..
كان المدير العام للشركة اليوم طفل شغوفاً بالعمليات التجارية حيث اندمج في سوق العمل مع والده منذ ان كان عمره 13 عاما حتى تعلق بالتجارة وباتت جزءاً لا يتجزأ من أحلامه وبات العمل فيها هو الاطار العام لصورة المستقبل التي خطط لها الأستاذ سعدي في حينها، وكبر الحلم حتى بلغ درجة تحدي رغبة الوالد في أن يرى إبنه طبيباً حتى أنه عرض عليه في عام 1979م أن يقوم بإرساله لبريطانيا لتعلم الطب هناك، لكن شغف الإبن بالتجارة التي باتت رفيقة درب طفولته كان له الكلمة الفصل في الامر وكانت النتيجة أن وافق الأب على دخول ابنه قسم التجارة في الجامعة الاردنية الهاشمية، حتى يعود في عام 1984م محملاً بكم المعلومات والافكار التجارية العصرية في وقته, لينهل منها ويعمل من خلالها على تطوير عمل الوالد في قطاعه, وبدأت مرحلة بناء مزارع الدجاج اللاحم والبياض وتوسعت عملية الاستيراد للأعلاف والصيصان واصبحت عمليات التوزيع تطال مناطق جديدة بشكل أكثر شمولية من ذي قبل.
استمرار رغم العقبات والتحديات
امام عدد من الضربات التي تلقاها قطاع الزراعة الحيوانية وخاصة مع انتشار عدد من الفايروسات الخطيرة التي اصابت الدواجن وأدت في العديد من البلاد لإعدام أعداد هائلة منها مثل انفلونزا الطيور، وبرغم التقلبات الجوية التي تغلب على الطقس في فلسطين وخاصة موجات الثلوج أو الصقيع المفاجئة التي كان لها اثرها الكبير ايضاً على قطاع الدواجن في عدد من السنوات، بقي ايمان القائمين على شركة السراحنة بمبدأ ان في التجارة ربح او خسارة وان الطريق السهل الميسر لا يستحق المغامرة كان تجاوز كل هذه العقبات والتحديات امراً هينا امامهم ولم يسمحوا لها بترك اثرها على رغبتهم بالاستمرار أو الانتشار أو حتى بالوصول لمزيد من الأهداف المرجوة والتي يطمح فريق العمل لتحقيقها.
حروف "التاجر" هي سر نجاحة ؟!
يرى الاستاذ سعدي المدير العام لشركة السراحنة أن التاجر الناجح يجب أن يأخذ جميل الصفات من حروف مسماه فكلمة التاجر كما يقولون التاء من التقوى والالف للأمانة والجيم للجرأة والراء للرأفة وكلها صفات مترابطة رغم تناقض بعضها ولكن اذا ما أدرك اهميتها التاجر سيضمن الاستمرارية في سوق العمل.
وأفضل دعاية له هي الصدق
كما ويرى الاستاذ سعدي أن الصدق في التعامل والمصداقية مع المستهلك أو حتى بين التجار والموزعين وغيرها هي أفضل طرق الدعاية التي يمكن للتاجر ان يضمن نتائجها، ويضيف بعد تجربة طويلة تقارب العشرين عاماً اكتشفت انه وبرغم قيام وسائل الإعلام والإعلان الحديثة والمختلفة بسرعة ايصال المعلومة ومساعدة اصحاب الشركات على الوصول للمواطنين وترويج السلع بشكل جذاب، الا انه لم يرَ حتى اليوم وسيلة أنجع من المصداقية في التعامل كأهم اسرار النجاح فنحن في حياتنا اذا ما تعاملنا مع أي جهة كانت وثبت لنا صدقها يصبح من الصعب او حتى المستحيل تغييرها وهذا أحد أهم أسباب نجاح شركة السراحنة كما يراها مديرها العام، ويقول ايضاً ان المسؤولين عن الشركة ابتداءً من الوالد وحتى اليوم اعتمدوا الشركة على ايفاء العاملين اجورهم في اوقاتها وعدم التقصير في حق احد منهم ايماناً منهم بأن هذا مبدأ يعتبر من أهم اسباب زيادة الانتاجية لدى العاملين، فأي انسان في مكان عمله حتماً سيعمل بسخاء وراحة واطمئنان اذا ما شعر أن اصحاب العمل يفكرون دائما في تعبه ويقدرونه.
ايمانا مورُث بروح الشباب
كأيمان المؤسس للشركة برغبة ابنه الشاب في أن يكون تاجراً وشريكاً بمعرفته وعلمه بعد انهائه دراسة التجارة في الجامعة يؤمن الابناء المديرين للشركة اليوم أن الاستعانة بالشباب بشكل مستمر هو أمر هام جداً لنجاح أي مشروع خاصة وسط الثورة التكنولوجية الحاصلة حول العالم، فهم يؤمنون أن لكل زمان متطلبات جديدة وأن بعض الشباب المثابر يستحق منحه الفرص في سبيل اظهار أفكاره وقدرته على النهوض بواقع الشركة لأفضل مستوى يمكن الوصول اليه.
همسة للراغبين في الخوض في عالم التجارة
يقول السراحنة إن الشباب اليوم يعتقدون أن التجارة تعني تحصيل أكبر ربح ممكن في أقل وقت، فيما يعتقد البعض الاخر انها ضربة حظ، ويبالغ الغالبية العظمى في حجم توقعاتهم وسقف طموحاتهم خاصة بالتجارة، على عكس ما علمنا إياه السوق، فالتجارة تبنى حجارتها لبنة لبنة ومن يقرر الخوض في عالمها يحتاج لنفس طويل وإيمان كبير بأن الظروف لن تقف بجانب التاجر دائما وان السوق يحمل الكثير من المفاجئات، وهذا ما ينقص الشباب في هذه الأيام، هم لا يجيدون الصبر ويكتشفون نتائج تهورهم وسرعة اندفاعهم دونما تخطيط متأخراً، فإن افضل نصيحة يمكن أن اقدمها للراغبين في الخوض في عالم التجارة اليوم، أن التاجر الحق يجب أن يدرس مشروعه جيداً قبل ان يبدأ فعلياً بتطبيقه وأن يأخذ بعين الاعتبار كافة المعيقات المحتملة والتغيرات التي قد تطرأ بشكل مفاجئ والتي يلعب الاحتلال فيها وللأسف دوراً سلبياً للغاية، فهو اليوم يمكن أن يغلق شارعاً بأكمله أو ينقل محلات من مكان بقيت فيه لعشرات السنين.
فجأة ومن باب التعنت لمكان آخر قد يكون غير نشط تجارياً، فإن لم يأخذ التاجر كل هذه الاحتمالات بعين الاعتبار بالإضافة للتحلي بالصبر والأمانة في التعامل مع المواطنين فإن طريق نجاحة وان زين له في فترة معينة فقد يغلق ابوابه في فترة أخرى, فلا تجري الرياح دوماً بما تشتهي السفن.
شركة السراحنة تنافس بالأمانة وهذا ما تطمح له
تطمح شركة السراحنة التجارية الصناعية الزراعية اليوم لعمل مزارع مغلقة للدواجن بمختلف اشكالها والوصول لأكبر مساحة جغرافية في فلسطين من ناحية التغطية والتوزيع وهذا ما يعمل القائمين على الشركة لتحقيقه في القريب العاجل، وأمام تعدد الخيارات أمام المواطنين وتزايد حجم المنافسين في السوق بنفس المجال تنافس الشركة بالأمانة والمصداقية مع كافة أطراف التعاملات التجارية التي يقومون بها مبتعدين عن الغش أو عن اي آفة اخلاقية يمكن ان تكون سبباً في الإساءة للشركة او لسمعتها التي بقيت ناصعة لأكثر من عشرين عاماً ويؤمن أصحابها اليوم بأن أساس اي تجارة ناجحة هي السمعة الطيبة وعليها يكملون المشوار .