دباغة الجلود في الخليل تقاوم من أجل البقاء في ظل العولمة الاقتصادية
تم النشربتاريخ : 2016-11-06
دباغة الجلود صناعة قديمة كغيرها من الصناعات التي تميزت بها محافظة الخليل، والتي تسعى للحفاظ عليها وبقائها من الانقراض رغم كل العقبات والتحديات التي تواجهها، حيث ارتبطت هذه الصناعة بصناعة الأحذية التي تشتهر بها المدينة والتي أضفت عليها علامة الجودة والإتقان على المستوى المحلي والعالمي.
بدأت دباغة الجلود في مدينة الخليل قبل مائة عام بطرق بدائية، ليعمل أصحابها على تطويرها ومواكبتها لأحدث التقنيات الصناعية والتكنولوجية إضافة إلى تورثها من الأجداد إلى الأبناء من اجل الحفاظ عليها ومقاومتها للعديد من الإشكاليات والعقبات التي كادت أن تقضي عليها.
على تلة مرتفع في المنطقة الصناعية جنوب مدينة الخليل يقع مصنع الخليل لدباغة الجلود وهو اكبر المصانع الموجودة في المدينة، والذي تأسس عام 1950 امتدادا لمصنع قديم أسس في العام 1920، حيث بدأ دباغة الجلود بطرق يدوية وبدائية تعتمد على المواد الطبيعية كالنباتات والأملاح، حسب ما أوضح صاحب المصنع نورالدين الزعتري ، مؤكدا أن المدبغة اليوم تعمل ضمن آلية صناعية من الآلات المتطورة في إنتاج الجلود.
وأوضح الزعتري أن مهنة الدباغة تقوم على تحويل جلود الأبقار والمواعز بحالها العضوية إلى جلود جاهزة للاستخدام الصناعي بكافة أشكاله من أحذية وحقائب وأحزمة وملابس وغيرها من الصناعات التي تدخل فيها هذه الجلود وذلك عبر خطوات متعدد بالات ومواد مختلفة تستغرق عدة أيام.
وأوضح يوسف الزعتري نجل صاحب المصنع والمشرف على عملية الدباغة المراحل التي تتم فيها عملية دباغة الجلود قائلا: تصل جلود الأبقار والماعز من مسالخ الخليل من خلال تجميعها من تجار الجلد الذين يقومون بتمليحها وتخزينها في مخازن قبل وصولها إلى المدبغة. وبعد وصول هذا الجلد إلى المدبغة يتم غسله من الشوائب والأملاح داخل خلاطات ضخمة لتهيئته للمرحلة الثانية وهي إزالة الشعر والدهون من خلال إضافة المواد الكيميائية، ليدخل بعد ذلك في مرحلة ثالثة وهي التحنيط وتجهيزه لمرحلة الدباغة واخذ الألوان المناسبة، وتنتهي هذه المرحلة بعملية القص والحف وفق المعايير المطلوبة للسوق.
وحول العقبات والإشكاليات التي تواجه هذه المهنة يشير نورالدين الى أن شح المياه التي تعاني منها مدينة الخليل هي إحدى العقبات التي تواجههم في هذه المهنة من خلال اعتمادها المباشر على المياه في مراحلها المختلفة، إضافة إلى تدني جودة الجلود الخام في فلسطين والناجم عن طريقة السلخ اليدوية للجزارين وعدم الاهتمام والرعاية لأصحاب المزارع في الحفاظ على إنتاج هذه الجلود، الأمر الذي يؤدي إلى تلف وتمزيق العديد منها وبالتالي عدم صلاحيته للتصنيع.
ويضيف أن النقص في العمالة الماهرة في هذا القطاع، والتشديد في إدخال المواد الأساسية اللازمة لهذه الصناعة، والتي يوازيها على المستوى المحلي فتح أبواب الاستيراد دون معايير وضوابط معينة يشكل خطرا حقيقيا في بقاء هذه المهنة التي ارتبطت بتاريخ المدينة وأهلاها.
وأشار الزعتري الى أن هذه الجلود تستخدم في العديد من السلع الذي يتم تصنيعها على المستوى المحلي والعالمي، حيث تدخل جلود الأبقار في صناعة الأحذية الرجالية والأحزمة الجليدية وفرش السيارات، بينما تدخل جلود المواعز في صناعة الأحذية الستاتية والملابس كون سماكتها اقل من جلود الأبقار كما أنها تتميز بالنعومة التي تحتاج إلى مثل هذه الصناعات.