القدس: من كسل تجاري خلال العام إلى خلية نحل في العشر الأواخر من رمضان
تم النشربتاريخ : 2016-07-03
عادة ما تبدأ الحركة بالانحسار في مدينة القدس الشرقية الساعة السادسة مساءً، باستثناء شهر رمضان حيث تستمر الحركة حتى ما بعد منتصف الليل، بينما لا تتوقف نهائيا في العشر الأواخر من الشهر الفضيل . فخلال هذه الأيام تتحول المدينة إلى خلية نحل. وغالبا ما يصف سكان القدس الشرقية مدينتهم بأنها "كسولة تجاريا"، فمحالها التجارية تغلق أبوابها مبكرا، بينما تغلق مطاعمها بعد الغروب بقليل .
ويقول فادي الهدمي، مدير الغرفة التجارية في القدس، إن "القدس تشهد حالة إيجابية في رمضان، فتستمر الحركة في أيام الشهر الكريم حتى ساعات بعد منتصف الليل، أما في أيام الخميس والجمعة والسبت، فتستمر حتى ساعات الفجر، وفي العشر الأواخر تتواصل الحركة على مدار الساعة".
وأضاف: "بطبيعة الحال فإن هذا النشاط في العشر الأواخر ، يختلف جذريا عن باقي الأشهر حيث تعاني المدينة من الكساد التجاري وهو ما يعكس نفسه على الحركة في المدينة. والحركة الإيجابية نفسها تنعكس على بعض القطاعات وخاصة الأغذية والمشروبات والحلويات على مدار الشهر وتجار الألبسة في الأسبوع الأخير من الشهر استعدادا للعيد".
واستدرك: "بطبيعة الحال فإن النشاط لا يطال كل القطاعات، فقطاع التحف الأثرية مثلا لا يستفيد كثيرا من هذه الحركة. ويلجأ بعض التجار إلى تغيير عملهم مؤقتا في شهر رمضان، فبعض أصحاب المقاهي يبيعون الحلويات والمشروبات والأغذية وبعض المطاعم تتحول لبيع الحمص والفلافل".
ولفت الهدمي إلى أن الوضع في مدينة القدس يعود إلى حاله بعد انتهاء شهر رمضان، قائلا: " الحالة الإيجابية في مدينة القدس تستمر لشهر رمضان ولكن هل هذا كاف لإنعاش اقتصادي في مدينة القدس؟ الجواب هو لا."
وطبقا لمعطيات مكتب الإحصاء الإسرائيلي يعيش في القدس الشرقية 319 ألف فلسطيني. ومع بدء شهر رمضان يبدأ عشرات آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية والداخل الفلسطيني بالتدفق يوميا على المدينة من أجل الصلاة في المسجد الأقصى.
وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، "للأناضول" : "رمضان هو شهر مدينة القدس، إذ يصل عشرات آلاف المصلين يوميا لأداء الصلوات بدءا من الفجر وحتى التراويح. "
وعادة ما تقتصر الصلوات في المسجد الأقصى في الأشهر العادية على عدة مئات من المصلين في كل صلاة، أما في شهر رمضان فإن العدد يصل إلى عشرات الآلاف.
وأضاف: "يتدفق المسلمون إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان وفي ذلك تأكيد منهم على التفافهم حوله ورفضهم لأي مخططات تستهدفه".
وتابع: "رمضان بهجة للقدس، فالسكان يستقبلونه بتزيين الشوارع والاحتفالات والإفطارات الجماعية بما في ذلك في المسجد الأقصى". ولفت الخطيب إلى أن "الأجواء في رمضان، بخلاف غيره حيث تكون القدس كئيبة وحزينة وتتوقف الحركة فيها، أما في رمضان فلا تتوقف الحركة تقريبا" .
ومع وصول المصلين من سكان الضفة الغربية والداخل الفلسطيني إلى مدينة القدس ، فإن الحركة التجارية في المدينة تنتعش أيضا.
وللفنادق في المدينة نصيب من حركتها الإيجابية، خاصة من المسلمين الذين يصلون إليها من أنحاء مختلفة في العالم من أجل قضاء رمضان فيها. وقال أسامة صلاح، مالك الفندق الوطني في القدس : " في شهر رمضان عادة لا تكون هناك حركة سياحية ولكن يعوض عنها حركة المسلمين من أنحاء العالم إلى المدينة".
وأضاف :" لدينا نسبة إشغال عالية خاصة من مسلمين من بريطانيا وجنوب أفريقيا وتركيا وهم سبب حركة مستمرة في الفندق حيث ينامون ويتناولون وجبات الإفطار والسحور ولكن أيضا فإن حركتهم باتجاه المسجد الأقصى لا تتوقف بدءا من صلاة الفجر وحتى ما بعد صلاة التراويح."