ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني
Forum Businessmen Palestinian
الرئيسية أخبار إقتصادية

البلدة القديمة في الخليل: شوارع خالية وأسواق خاوية تنتظر فعاليات لافتة

تم النشربتاريخ : 2016-06-06

 

 

 تبدو شوارع وأزقة وأسواق البلدة القديمة في الخليل، وعلى غير عادتها، خالية من المتسوقين، مع بدء العد التنازلي لاستقبال الشهر الفضيل؛ وكأنه يأتي هذا العام فجأة.

إغلاق الاحتلال لمئات المحال التجارية في شوارع رئيسة ألقى بظلاله على ضعف الحركة التجارية وقلة الزوار، ما اضطر أصحاب المحال إلى تركها والانتقال إلى مناطق أخرى للاستمرار في أعمالهم، رغم الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية والمؤسسات الأهلية في إحيائها وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقا.

منسق تجمع شباب ضد الاستيطان، عيسى عمرو، يوضح أن ما يزيد عن 1800 محل تجاري مغلق منذ أكثر من عقدين، منها 520 محلا أغلق بأوامر عسكرية مباشرة والباقي من قبل أصحابها بسبب إغلاق الشوارع وصعوبة الوصول إليها، مشيرا إلى أن الحواجز والبوابات حولت البلدة إلى مدينة أشباح خالية إلا من حركة محدودة للصلاة في الحرم الإبراهيمي التي تنشط في شهر رمضان، لافتا إلى أكثر من مئة عائق حركي بينها حوالي عشرين حاجزا عسكريا!

استعدادات..

وتحضيرا لاستقبال الشهر الفضيل، شارك العشرات من الشباب بتنظيف شوارع وأحياء البلدة القديمة في الخليل، تعزيزا لصمود سكان وتجار البلدة.

وقالت أماني أبو اسنينة، مدير دائرة الشباب والثقافة في محافظة الخليل، إن حملة التنظيف هي تحت رعاية محافظة بالتعاون مع بلدية الخليل بهدف دعم صمود المواطنين، مشيرة إلى أن الشباب عملوا على تنظيف شوارع البلدة القديمة والقيام بالعديد من الأعمال لرسم الابتسامة على شفاه السكان.

وأضافت، أن الحملة بدأت من باب البلدية القديمة، عين عسكر، مرورا بالأسواق التاريخية العتيقة حتى ساحات وباحات الحرم الإبراهيمي، بمشاركة السكان والتجار في البلدة القديمة، مشيرة أن الحملة نابعة من الأهمية التاريخية التي تزخر بها وحفاظا على الموروث الثقافي والتاريخي الذي تتمتع فيه، والتعريف الشباب على أهمية هذه المنطقة المهددة بالاستيطان.

وتابعت أبو اسنينة، أنه عقب حملة التنظيف "توجه الجميع إلى تكية سيدنا إبراهيم وتناولوا وجبة الإفطار، مشيرة إلى أنه هناك تفكير بأنشطة وفعاليات عديد من المبادرات الشبابية كإفطار جماعي لدعم ومساندة أهلنا في البلدة القديمة واستقبال شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن هذا النشاطات ستدخل الفرحة والبهجة لقلوب المواطنين وتسعد أصحاب المحلات التجارية والمتسوقين.

حملات متعددة..

ولحماية البلدة القديمة والمنطقة من غول الاستيطان وعربدة المستوطنين، تتعدد الدعوات من المواطنين والمسؤولين بضرورة تكثيف الحضور إلى المساجد التي تحتضنها البلدة القديمة، كمسجد السنية والقزازين وابن عثمان والعمري والأقطاب والبركة، ودرة تاجها الحرم الإبراهيمي الشريف في مختلف الشهور وخاصة في رمضان.

وقال إسماعيل أبو الحلاوة، مدير أوقاف الخليل، إنه نتيجة الأخطار المحدقة بالحرم الإبراهيمي والإجراءات التهويدية التي تتزايد تم تصميم برنامج جديد مختلف عن السنوات السابقة، لافتا إلى أنه تم اتاحة عدد من العلماء وأستاذة الجامعات للتدريس يوميا عقب صلاة الفجر والظهر والعصر، بينما في صلاة العشاء والتراويح ستنظم أكثر من فعالية، وتم اختيار مجموعة من القراء من ذوي الأصوات الندية الجميلة للإمامة في صلاة العشاء والتراويح، والتعاقد مع حافلات لنقل المصلين من مساجد المدينة وبعض مدن وبلدات وقرى المحافظة للصلاة في الحرم، وأيضا التعاقد مع محال الحلويات والضيافة لتقديم القهوة والحلويات للمصلين في صلاة التراويح، التي ستبث مباشرة على إحدى الإذاعات المحلية ويتخللها مسابقة دينية تاريخية وتوزيع الجوائز في الموقع.

وتابع: سيتاح برنامج مسابقات يومي من الساعة الواحدة وحتى الثانية ببث مباشر على أحدى الإذاعات المحلية وجوائزه مقدمة من وزارة الأوقاف، بالإضافة لبرنامج أحجية رمضان عن الحرم الإبراهيمي الشريف وستكون له جائزة نوعية، منبها الى فعالية اليوم الطبي التي غالبا ما ستكون يوم السابع عشر من رمضان، وفعالية الحلاقة المجانية، مشيرا أنه تم التعاقد مع حلاقين للحلاقة المجانية للمصلين ورواد الحرم.

"شد الرحال" و"صليت بالحرم"..

وبين أبو الحلاوة، أنه تم إطلاق حملتي "شد الرحال" و"صليت بالحرم"، مشيرا إلى أن حملة شد الرحال هي لمن يصلي فجر الجمعة في الحرم، حيث تم توفير حافلات لنقلهم إلى المسجد الأقصى المبارك، فيما أن حملة "صليت بالحرم" ستكون في أوائل أيام رمضان، فكل من يخرج من الصلاة في الحرم سيمنح قبعة مكتوب عليها "صليت بالحرم" كرمز ووسام أن هذا الشخص صلى في الحرم ما يعمل على تشجيع المواطنين للصلاة وارتياد الحرم الإبراهيمي وزيارة البلدة القديمة.

وأضاف، ليلة ثبوت الشهر الفضيل سيتم توزيع فوانيس رمضان على الأطفال الذي يؤمون الحرم لإنارتها في شوارع البلدة وإظهار البهجة والفرحة بحلول الشهر الكريم وتكون شعاع نور من الحرم إلى مدينة الخليل، مشيرا أنه سيكون هناك نفس الفعالية في مسجد الرحمة لتوزيع الفوانيس على أطفال تل الرميدة وشارع الشهداء.

برنامج التكية..

وعرج أبو الحلاوة، على برنامج التكية الإبراهيمية، مشيرا إلى أنه سيتم طهي ما يقارب 20 طن لحوم ودجاج لتوزع طيلة أيام الشهر الفضيل على المحتاجين، وبتبرع من المحسين وأهل الخير في الخليل، بالإضافة إلى الإفطار الرمضاني لأهالي شارع الشهداء وتل الرميدة وتوزيع وجبات غذائية لبعض الأسر الفقيرة وطرد صغير يحتوى على مكونات كعك العيد على سكان البلدة القديمة لتصنيع كعك العيد مقدمة من التواجد الدولي المؤقت في الخليل، موضحا أن الاحتلال يسعى للتنغيص والتنكيد على المواطنين ومنع الفرحة عليهم وتفريغ الحرم.

وتابع: مصرون من خلال هذه النشاطات والفعاليات على تحدي الاحتلال مهما كلف ذلك من جهد وتعب للانطلاق في خطة أكبر تكون على مدار العام، واستمرار هذه الفعالية ما بين العيدين حفاظا على الصلاة بالحرم والصلاة فيه والتسوق من محال البلدة القديمة.