طارت العجول والخراف في طريقها للطيران
تم النشربتاريخ : 2015-05-14
تشهد بورصة اسعار العجول ارتفاعاً مضطرداً في السوق الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء، فقد بيع كيلو اللحم من العجل الطازج في الضفة الغربية وقطاع غزة ما بين 50 -55 شيكل، كما أن زيادة الطلب على لحم العجل المجمد في قطاع غزة رفع سعره بسبب نقص اللحم الطازج.
وحذر تاجر وخبير في اللحوم الحمراء من مغبة استمرار ارتفاع اسعار اللحوم خلال الفترة القادمة، معللين الاسباب الى عدم توفر العجول في السوق الاسرائيلي، وهذا سيدفع بالمستهلكين للاقبال على شراء لحوم الخراف والتي سيرتفع سعرها نظراً للاقبال الشديد عليها اذا ما علمنا ان سعر كليو لحم العجل الطازج قد يصل الى 65 شيكل أو أكثر في شهر رمضان، في حين سيتراوح سعر كيلو الخروف الطازج ما بين 75 - 85 شيكل.
تسونامي أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء
وقال تاجر اللحوم محمد الشرفاتي في حديث مع مراسل معا في الخليل :" أنا أعمل في تجارة اللحوم منذ سنوات طويلة، ولأول مرة منذ 40 عاماً يحدث هذا الارتفاع، وبات هذا الارتفاع حديث الناس في الشارع".
وتابع قائلاً:" ارتفاع اسعار العجل الطازج سيؤدي الى ارتفاع اسعار الخراف الطازجة، وكذلك الدواجن سترتفع اسعارها، بسبب زيادة الطلب وقلة العرض، انه تسونامي أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، الطازجة والمجمدة، وقريباً سيضرب المستهلكين في جيوبهم، ولن يتمكن الكثير منهم من تلبية احتياجاته المنزلية بسبب ارتفاع الاسعار".
وأضاف:" نحن نشتري العجول من السوق الاسرائيلي، وهناك شحٌ في كميات العجول، ولا تسمح اسرائيل لمستورديها الاسرائيليين باستيراد العجول الا من استراليا وهنجاريا، بسبب الحظر المفروض على الكثير من الدول الأوروبية المنتجة للعجول لانتشار أمراض الحمى القلاعية وجنون البقر فيها".
ويرى مدير التسويق في وزارة الزراعة، المهندس طارق ابو لبن، بأن هذا الارتفاع هو طارئ بسبب نقص العجول من السوق الاسرائيلي، متوقعاً أن تنتهي هذه الأزمة خلال شهر او اكثر، مشيراً الى أن ارتفاع اسعار اللحوم الطازجة لن يؤثر على ارتفاع اسعار اللحوم المجمدة خاصة وان المستورد للسوق الفلسطيني هي شركات فلسطينية، وهذه اللحوم متوفرة، حيث يُسمح لنا باستيراد 12 ألف طن من لحم العجل المجمد، و1200 طن من لحم الخراف المجمدة.
وتابع في حديثه، نقص اللحوم في غزة بسبب الحصار المفروض عليها، حيث كان يتم استيراد العجول من مصر الى غزة عن طريق الانفاق، وزيادة الطلب عليه في غزة جعل أسعاره ترتفع بشكل ملحوظ.
1660 عجل فقط و25 ألف خروف
وأوضح ابو لبن، بان السلطة الوطنية الفلسطينية وبحسب اتفاقية باريس الاقتصادية، يُسمح لها سنوياً باستيراد 1660 عجل حي من خارج إسرائيل بمعدل 500 ألف كيلو غرام، و25 ألف رأس خروف بمعدل مليون كيلو غرام، أما بخصوص الاستيراد من السوق الاسرائيلي فهو غير محصور بعدد للعجول والخراف.
وقال:" منذ العام 2007 لم نقم في السلطة الوطنية الفلسطينية، باسيتراد كميات العجول المنصوص عليها في اتفاقية باريس الاقتصادية، حيث يعتمد تجار اللحوم على السوق الاسرائيلي، نظراً للمشاكل الكثيرة التي تقف أمام عمليات استيراد العجول بشكل مباشر من الخارج.
ويرى الشرفاتي، بأن حل الازمة في غزة يكمن في قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، بعقد اتفاق مع مصر على إدخال العجول الحية الى السوق الغزي، مشيراً الى ما نسبته 80 % من احتياجات المستهلكين في غزة يتم تغطيتها من السوق المصري.
وأضاف في حديثه مع مراسل معا في الخليل:" على السلطة الوطنية الفلسطينية عقد اتفاق مع الاخوة في مصر، تهدف الى تزويد قطاع غزة بالعجول وأعتقد بأن اسرائيل لن تعارض هذا الاتفاق كون العجول القادمة من مصر لن تمر في أراضيها، وبذلك يتم تخفيف الطلب على العجول من اسرائيل، وتزداد كمياته في اسواق الضفة الغربية".
وزاد في حديثه:" على السلطة ايجاد حل جذري وسريع لهذه المشكلة والتي ستتفاقم خلال الفترة القادمة، وستنكعس سلباً على حياة المواطنين".
من جانبه قال محي الدي سيد أحمد، منسق العلاقات في غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، بأنه طالب وزير الزراعة الدكتور شوقي العيسة، بايجاد حل جذري وسريع لمشكلة ارتفاع اسعار اللحوم.
وأضاف السيد أحمد:" لقد طالبت معالي وزير الزراعة بايجاد حل لمشكلة ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء، وإدخال اللحوم للسوق الفلسطيني أسوة بما يحدث في الدول العربية المجاورة، وتخطي هذه الأزمة مع المواطنين، لأن الاسعار ستشهد ارتفاعات جنونية خلال الفترة القادمة.
اللحوم الطازجة المبردة قد تكون حلاً
لم تأتي اتفاقية باريس الاقتصادية على ذكر كوتة لحوم الخراف الطازجة المبردة، وهذا الأمر قد يدفع بالكثير من تجار اللحوم بالتفكير لجلب هذه السلعة الى السوق الفلسطيني نظراً لرخص ثمنها وتوفرها بكميات كبيرة في السوق الأوروبي ويصل سعر الكيلو نحو 5.5 يورو نحو 24 شكيل.
ويرى ابو لبن، بان استيراد لحوم الخراف الطازجة والمبردة، فيها مخاطر عالية على التجار والمستوردين، موضحاً بأن الفحص الامني الاسرائيلي، يأخذ فترة زمنية طويلة قد تصل لايام معدودة، في حين أن فترة انتهاء المنتج تصل لاسبوعين.
وأضاف، كما ان سعر تكلفة اللحوم الطازجة المبردة، قد تكون مرتفعة نسبياً بسبب التخليص الجمركي ذا التكاليف المرتفعة نوعاً ما، وقد تصل ضريبة الجمارك الى 24% اضافة الى ضريبة القيمة المضافة، وكذلك تكلفة النقل من المطار في اسرائيل الى السوق الفلسطيني، كونها تحتاج الى شاحنات خاصة، والعائق الوحيد الذي يقف امام جلب لحوم طازجة مبردة هي اسرائيل فقط.
ويُشاطره في الرأي الى حد ما تاجر اللحوم الشرفاتي، والذي أشار الى ان ارتفاع الضرائب سيمنع أي تاجر من القيام بهذه العملية والتي تبدو مخاطرة، وعاد للتأكيد على ان الحل يكمن في يد السلطة الوطنية الفلسطينية في الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي واحضار اللحوم الحمراء للسوق الفلسطيني، واكد على ان توفير اللحوم بات حاجة ملحة وضرورية للمستهلك الفلسطيني.
واكد مدير التسويق في وزارعة الزراعة، المهندس طارق ابو لبن، على ان الازمة ستُحل في غضون شهر، مشيراً الى قيام الجهات المختصة بنشر اعلانات في الصحف المحلية تدعو التجار الراغبين باستيراد اللحوم حسب الكوتة مراجعة هذه الجهات.