انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي لمشروع " الادارة السليمة لمخلفات معاصر الزيتون "
تم النشربتاريخ : 2014-11-20
بيت لحم/PNN/حسن عبد الجواد:انطلقت ، اليوم، في قاعة فندق قصر جاسر في بيت لحم ، فعاليات المؤتمر الدولي لمشروع " اولتريفا " ، والذي ينظمه معهد الابحاث التطبيقية تحت عنوان " الادارة السيليمة بيئيا للمخلفات الناتجة عن معاصر الزيتون " ، ورعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتورة خولة الشخشير .
وحضر المؤتمر الدكتور نصري قمصية رئيس مجلس امناء معهد اريج للبحوث التطبيقية ، والدكتور فاهوم شلبي الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي ، وتانيا ديمتروفا مسؤولة مشروع اولتربفا – مكتب البحوث والابتكار في الاتحاد الاوروبي ، الدكتور جاد اسحق المدير التنفيذي لمعهد اريج ، وجميل المطور نائب رئيس سلطة جودة البيئة ، وعدد كبير من الباحثين والخبراء ، وممثلي المؤسسات الاهلية والرسمية التي بادارة المخلفات الناتجة عن عصر الزيتون .
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر ضمن نشاطات مشروع " بناء القدرات الفلسطينية في مجال الادارة المتكاملة لمعالجة المخلفات الناتجة عن معاصر الزيتون في فلسطين " ، والذي يهدف الى تطوير وبناء القدرات البحثية للباحثين الفلسطينيين ، وذلك من خلال تعزيز التعاون والتشبيك مع المراكز الاوروبية المتخصصة في مجال حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية ، وتعزيز مشاركة فلسطين في المبادرات الاوروبية وإدماجها في مجال الابداع والبحوث الاوروبية والمتوسطية ، وذلك من خلال رفع الوعي الدولي الذي تقوم به مراكز الابحاث الفلسطينية ، وتعزيز انشطة التواصل ونقل المعرفة .
ويسعى المؤتمر للخروج بنتائج مثمرة لكيفية إدارة مخلفات معاصر الزيتون ، بالإضافة الى تعزيز التطور المهني للباحثين المبتدئين على تقنيات معالجة المخلفات ، ورفع قدراتهم في مجال إدارة المشاريع و تقديمها للإتحاد الأوروبي .
ورحب الدكتور اسحق بالحضور ، وقال ان مشاركتكم لنا في هذا الحدث ، يؤكد على اهمية المؤتمر الدولي لمشروع "اولتريفا" ، والذي يعتبر الاول من نوعه في فلسطين ، والذي يمثل فرصة هامة للإطلاع على الخبرات الاوروبية والفلسطينية ، وتبادل المعرفة والابتكار ، في مجال معالجة المخلفات الناتجة عن معاصر الزيتون ، وخصوصا في منطقة حوض المتوسط .
واضح ان هذا المؤتمر من شانه ان يدفعنا لمزيد من العمل الدؤوب لرفع وتعزيز البحث العلمي الذي من شانه التصدي للتحديات التي تواجه البيئة الفلسطينية ، حيث ان ما تشهده الاراضي الفلسطينية المحتلة حاليا من تدهور واستنزاف للمصادر الطبيعية سيفاقم من الضغوط على هذه المصادر الشحيحة اصلا ، مهددا استدامة دولتنا الفلسطينية ، حيث ان المجتمع المستدام هو الذي يزدهر من خلال بناء توازن بين الرخاء الاجتماعي والفرص الاقتصادية وجودة البيئة .
وقال ان البحث العلمي في فلسطين مازال يواجه تحديات كبيرة على الرغم من الجهود المبذولة من قبل جميع الاطراف ، كما ان فلسطين اسوة بغيرها من دول العالم تواجه تحديات بيئية متمثلة في التصحر والتغير المناخي والفقر وشح المياه ، بالاضافة الى مممارسات الاحتلال التي تشكل العائق الاكبر امام التخطيط السليم لتحقيق ادارة بيئية سليمة ومتكاملة في فلسطين .
ولفت الدكتور اسحق ، الى أن هذا المؤتمر يعقد لأول مرة في فلسطين ، وتكون فلسطين ليست فقط كشريك بل كمساهم رئيسي ، ويشدد على أن أهمية المؤتمر تكمن في إيجاد الحلول للاستفادة من مخلفات معاصر الزيتون ومعرفة التعامل معها بشكل سليم .
وأضاف ان قطاع الزيتون والزيت يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني ، حيث تغطي المساحات المزروعة باشجار الزيتون حوالي نصف المساحة المزروعة في الضفة الغربية ، كما ويساهم بنحو 15% من الدخل الزراعي ، وحوالي 5% من الناتج المحلي الاجمالي ، مشيرا الى ان معاصر الزيتون تنتج كميات كبيرة من المياه العادمة والنفايات الصلبة التي لا يتم علاجها ، معتبرا ان ذلك يشكل تحديا رئيسيا لدول حوض المتوسط ، حيث اثبتت الكثير من الدراسات ان الادارة غير السليمة للمخلفات الناتجة عن معاصر الزيتون تعمل على تلويث مصادر المياه السطحية والجوفية وتدهور التربة وتشويه المشهد الطبيعي والجمالي .
وبين ان اهمية المشروع تكمن في النهج المتكامل لمشروع "اولتريفا" والذي عمل على تغطية جميع الجوانب التي تؤثر في عملية الادارة السليمة بيئيا لمعالجة النفايات الناتجة عن معاصر الزيتون ، ووضع مسودة للحلول المستقبلية التي يمكن تطبيقها في فلسطين ، من خلال تطوير خطة استرااتيجية للبحث العلمي ، مشددا على ان هذا المشروع سوف يساهم في تحقيق الاهداف التي من شانها النهوض بالعلم والتكنولوجيا في فلسطين ، من خلال تعزيز التعاون بين الاتحاد الاوروبي والمؤسسات البحثية الفلسطينية .
و اشاد الدكتور شلبي بالجهود التي يبذلها معهد اريج للبحوث التطبيقية , و معهد الابحاث الاوروبي و هو المعهد الذي يعمل بجدية لدراسة الواقع المتنامي في فلسطين , و خصوصا في مجال المياه و التلوث و الارض و الانتهاكات , و التي ساهمت في تعزيز العلاقات مع باحثين اوروبيين بدعم من برامج fb7"" , مشيرا ان لولا هذه الجدية لما التقينا مع هذه الكوكبة من الباحثين لمناقشة مخلفات معاصر الزيتون في الاراضي الفلسطينية .
و اضاف ان وزارة التربية والتعليم العالي تعطي اهمية كبيرة لنتائج هذا المؤتمر و معالجة المخلفات , معبرا عن امله بان يتوصل المؤتمرون الاستخدام الافضل لهذه المخلفات , و الى تعزيز العلاقات مع مراكز الابحاث الاوروبية .
وقال أن الإتحاد الأوروبي وهو الداعم لهذا المؤتمر ، يوفر فرصاً للباحثين الفلسطينيين لإكمال أبحاثهم في جامعات أوروبية ، مؤكداً أن الوزارة تراهن على نتائج المؤتمر في ايجاد حلول للمخلفات البيئية الغير معالجة التي تعاني منها كثيراً من القرى و المدن الفلسطينية.
ويؤكد شلبي أن مخلفات عصر الزيتون يمكن الاستفادة منها في صناعات عدة ، ويعطي مثالاً على ذلك بأن اسبانيا تستفيد من المخلفات الصلبة لعصر الزيتون بتحويلها الى سماد زراعي طبيعي ، لا يمكن إلا أن يكون مفيداً للتربة و الزراعة.
و عبرت ديمتروفا عن سعادتها لانطلاق فعاليات المؤتمر الدولي لمشروع "اولتريفا" , و الذي يعتبر قصة نجاح اخرى في مجال التعاون الفلسطيني الاوروبي على ضفاف المتوسط , لافتة الى ان البحث والتجديد والابتكار هي في قلب الاستراتيجية لهذا المشروع , و في مواجهة تحديات و تعزيز الاستثمار البشري .
و قالت انه بالرغم من التحسن في مجال البحث والابتكار في فلسطين ، الا ان هذا المؤتمر يشكل خطوة اساسية للإبداع , فالشعب الفلسطيني فيه كنز كبير من الباحثين والخبرات المعرفية , وانتم شركاء متساوون يمكنكم تقديم مشاركات هامة من خلال المختبرات و الشبكات والتحالفات , بهدف ايجاد الحلول في اطار هذا المشروع ، مع الشركاء الاوروبيين , بهدف ايجاد الحلول في اطار هذا المشروع ، مواجهة التغير المناخي والبيئة .
و كان الدكتور قمصية الذي رحب بالحضور ، اكد على اهمية انعقاد هذا المؤتمر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي , و مشاركة دولية من الاتحاد الاوروبي "اسبانيا , ايطاليا , المانيا" والاردن , و ذلك بهدف الوصول الى الادارة السليمة لمعالجة النفايات السائلة و الصلبة لمعاصر الزيتون , وتطوير الاعمال البحثية والدراسات العلمية في هذا المجال .
و قال ان شجرة الزيتون في فلسطين موجودة في وجدان وضمير كل فلسطيني , و هي احدى مكونات الهوية الوطنية , فغصونها ترمز للسلام ، و جذورها ترمز للانتماء و التجذر في هذه الارض الطيبة .
هذا ويتم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من الاتحاد الاوروبي ضمن برنامج الاطار السابع للبحوث والتنمية التكنولوجية ، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية .