ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني
Forum Businessmen Palestinian
الرئيسية أخبار إقتصادية

إسطنبول: حاضرة العثمانيين الأجمل

تم النشربتاريخ : 2014-11-10

 

 وحدها إسطنبول ربما من تجمع الشرق بالغرب بالمعنى الحرفي للكلمة. في إسطنبول بوسعك أن تلمس الملامح الشرقية الإسلامية البحتة بما يفوق بعض المدن العربية وحواضر الخلافات الإسلامية المتعددة التي كانت، وبوسعك كذلك الأمر أن تسير على النسق الأوروبي البحت بدءاً من وصولك المطار وليس انتهاءاً بشبكات الطُرق والمترو والتقدم التكنولوجي الماثل في المناحي كلها.


عروض الطيرانأكثر من أن تُحصى بالنسبة لهذه المدينة العالمية. لكَ أن تنتقي أي شركة طيران عالمية تخطر في بالك وأن تقرأ عن مواعيد الرحلات إلى إسطنبول، والأمر كذلك بالنسبة لشركات الطيران العربية التي تُسيّر بعضها رحلتين لإسطنبول في اليوم ذاته، لا سيما في مواسم العطلات والأعياد.

كنت قد اخترت شركة طيران سعودية نصحني بها شقيقي الذي يقطن الرياض. أخبرني بأن أثمان تذاكرها زهيدة مقارنة بالخدمات التي تقدمها على متنها، والتزامها ببنود الخدمة ودقة المواعيد. اخترت طيران ناس، التي كانت خطوتي الأولى في الرحلة التي لن أنساها على الإطلاق لعاصمة بهذا الجمال.

لعل البداية الموفقة للرحلة تكمن في ركوب يخت يجول بالزائر في مضيق البسفور. هناك، لن ترى شقيّ المدينة الآسيوي والأوروبي فحسب، بل سيكون بوسعك أن تختار وجهاتك التي ترغب بالذهاب إليها بمجرد أن تولّي وجهك هنا وهناك. لديك قلعة محمد الفاتح، المبنية معمارياً لتشكّل اسم محمد، ولديك قصر الدولما باتشاه، ولديك تلة العرائس وغيرها.

قصر الحكم الإسلامي إبان الخلافة العثمانية سيكون واحداً من المعالم التي سيصعب عليك نسياتها ما حييت. "الباب العالي" الذي كنت تستمع لحكايات عنه في السابق سيكون أمامك وستلج منه لتتنقّل بين الحدائق الغنّاء وبين ساحات وردهات القصر الشاسعة، والتي جُعِلت بصالاتها كلها متاحفاً إسلامية متنوعة. ثمة متحف حربي وثمة متحف مقتنيات شخصية للخلفاء وزوجاتهم وثمة متحف إسلامي وتنوعات أخرى كثيرة.

سيلتهم قصر الحكم جلّ يومك، وأنصح بألا تفكر بخيارات مشي صعبة خلال بقية اليوم، لذا قد تكون الوجهة الأمثل الواجهة البحرية للمدينة والتي يُطلق عليها "الأورتكوي". هناك ستجد مقاهٍ لا حصر لها ويخوت ترسى على الميناء وحراك تجاري حميم أمام البازارات المنزوية في الأزقة.

جزيرة الأميرات وجهة مثلى كذلك الأمر. هي تعد واحدة من أكبر الجزر التركية. الرحلة إليها في عباب البحر جميلة، والإطلالة التي تتمتع بها الجزيرة أجمل من أن توصف. اللون الأخضر يكسو المكان، وبنقاء لا مثيل له؛ ذلك أن المركبات ممنوعة فيها باستثناء سيارات الشرطة والإسعاف عند الضرورة. ما عدا ذلك، عليك التنقل إما مشياً أو ركوباً على الدراجة الهوائية أو العربات التي تجرّها الخيول. وهناك ستتمتع بمأكولات بحرية تفوق جودة تلك التي تناولتها سابقاً حتى في إسطنبول نفسها.

المسجد الأزرق وآيا صوفيا سيكونان وجهة لا تُنسى أيضاً. الطابع الإسلامي هو المهيمن بالتأكيد، ولك أن ترصد ملامح العمارة الإسلامية والعثمانية في أبهى تجلياتها هناك. لا تفوّت كذلك فرصة المشي طويلاً في شارع الاستقلال، وفي ساحة التقسيم، حيث مساحات شاسعة ومقاهٍ كثيرة ومحال تجارية وعروض فنية عفوية وحيث سترى النسوة التركيات يعجنّ الخبز والبوريك ويصنعن الحلويات التقليدية، من وراء الحاجز الزجاجي.

لإسطنبول فرادة عن باقي المدن التركية، ولزاماً ربما على من كان مفتوناً بالتجربة العثمانية في البناء والحضارة أن يزورها مرة على الأقل. هناك سيراهم في كل ركن وإن رحلوا.