الأذان السلطاني والتسميع العثماني.. تقليد ديني متوارث في الحرم الإبراهيمي
تم النشربتاريخ : 2021-04-28
تصدح حناجر أربعة مؤذنين جماعياً في آن واحد، يردد أحدهم الأذان، والآخرون يرددون خلفه، في تقليد فريد يُعرف بالآذان السلطاني والتسميع العثماني، المقتصر على يوم الجمعة من كل أُسبوع قبيل الصلاة، في الحرم الابراهيمي الشريف، كأحد الطقوس الدينية المتوارثة عن الاجداد، لتعرف الناس عن قرب وقت أذان الجمعة.
وقال الشيخ حفظي أبو اسنينة، مدير الحرم الابراهيمي، أن الاذان السلطاني والتسميع العثماني، يقام في الحرم الابراهيمي، منذ العهد العثماني، وتحديداً من عهد السلطان عبد الحميد الثاني، أي ما يقارب من 130 سنة، ولا يزال، وهو أذان جماعي وفي الوقت نفسه ديباجة ذكر مع مديح، تشتمل على ذكر الله عز وجل، وفي الأعياد يكون هناك تكبير جماعي.
وأضاف: إن الأذان السلطاني والتسميع العثماني لا يتقنهما أي مؤذن، فهناك قواعد محددة، يتدرب عليها مؤذنو الحرم، ويكونون من أصحاب الأصوات الندية وخبرة وعلم ودراية بالأذان السلطاني والتسميع العثماني، ومن الأصوات العالية ليكون واضحاً ومسموعاً.
تقليد لن يندثر
وأشار أبو اسنينة إلى أن هذا التقليد الديني لن يندثر وسيبقى متوارثاً في حرم الله إبراهيم الخليل، وأحد طقوسه الدينية التي يتميز بها، دون غيره في فلسطين، وأصبح مرتبطاً بذاكرة سكان الخليل، مستذكراً المؤذن محمد ديب المهلوس الذي أبدع بهذا التقليد، والشهيد جميل النتشة، أحد شهداء مجزرة الحرم الابراهيمي، وكذلك الحاج وهبة والحاج عيد المحتسب، الذين كانت اصواتهم ندية وشجية.
وبين مدير الحرم الابراهيمي، كيفية الاذان السلطاني والتسميع العثماني، مشيراً إلى أنه يجتمع أربعة مؤذنين في آن واحد، بعد أن ينشدوا ابتهالات ومدائح للرسول صلى عليه وسلم، قبيل الأذان، وعندما يحين الأذان أحدهم يردد هذا الأخير، وبقية المؤذنين يرددون خلفه، ولكن بمدة زمنية أطول، مشيراً إلى أن الهدف منه إيصال الصوت إلى أرجاء المدينة، وتعريف الناس بقرب أذان الجمعة.
وقال محمد جمال إنه يواظب على صلاة الجمعة، منذ 35 عاماً، في الحرم الإبراهيمي، ولم يقطع عنها، إلا عندما كان يغلقه الاحتلال، لهذه الطقوس الدينية الخاصة والمتوارثة فيه، منها الأذان السلطاني والتسميع العثماني، والترقي، وغيرها من العادات التي لا بد من الحفاظ عليها، لأنها جزء من تراث المدينة والصلاة في الحرم، التي تعطي نوعاً من السكنية وأجواء روحانية لا تكون بالمساجد الأُخرى.