الكاتب: محرم البرغوثي

مع بداية موسم الشتاء، وبعد انتهاء الناس من قطف الزيتون، يبدأ الحرث والزرع، لكن للأسف الشديد لعدد قليل من الفلاحين ، حيث عزوف الشباب عن اعتبار الارض وسيلة للإنتاج .

ورغم انتشار الاحصائيات وتوفرها ، والتي تظهر بشكل كبير النقص في الغذاء لدينا ، ورغم اختفاء العديد من المحاصيل واستبدالها باستيرادها من الخارج ، ورغم كل الاحاديث عن ابداعات رائعة للشباب ، إلا أن ابداعات هذا المجال ، التفاعل مع الارض لا يتوفر منها ابداع ملفت . حتى بات وزير الزراعه للأسف الصديق وليد عساف . يتغزل في الاميركان لأنهم في وادي الكفير ساعدوا في زراعه البطيخ والبطاطا الحلوة .
ولنقص المياه التي سرقت في الاغوار وخاصة في اريحا والعوجا ، توقف البطيخ ، والموز الريحاوي لنفس السبب ، هل سنشكرهم غدا اذا ما نفذوا مزرعة صغيرة من الموز ؟؟

ونحن نعزف عن الاهتمام بالزراعة بشقيها النباتي والحيواني ، لدرجة ان التين المجفف " القطين" نستورده ، واللوز نستورده والحليب نستورده ، والفواكه نستوردها ، وفي الريف نفتقر للمسكن ، ويرتفع معدل الاكتظاظ في الغرف ،ونجح بعض الممولين لإشغالنا في صرف جزء مهم من التمويل في ورش عمل حول مواضيع ليست حتى في حقوق الانسان تسبق الحق في الحياة والمأكل والملبس والمسكن ؟؟

وخربطوا أولوياتنا ، كبارا وصغارا ، حتى وصل بنا الامر الى ان ندفع كل شئ لاعتقال ابننا ، ولم يعد يتكلف الاحتلال شيئا ، وألان يجري الحديث عن ليس تسليم منطقة "C" بل تخفيف الاعباء المطلوبة من الاحتلال ، والعمل على حل المشاكل وهي تبقى تحت الاحتلال ، ليست مشاكل السكن ، والتصنيع وكل مايكرس فلسطينية الارض .

وحتى ينابيع المياه ، التي لم يستطيعوا حتى الان سرقة مياهها ، يذهب قطعان مستوطنيهم ليتعروا ويسبحوا فيها ، ليمنعوا نساءنا الباسلات من الذهاب للزراعة هناك .

ان المطلوب من شبابنا ، إعادة الاعتبار للأرض ، وللزراعة ، وعلى المؤسسات والوزارات المعنية ، دعم هؤلاء بتوعيتهم وتوفير المعلومات ودعمهم في السكن في الريف وإقامة مشاريع تراعي الاحتياجات الاساسية الواضحة للعيان ، ، الاحتياجات التي تعزز صمودنا على هذه الارض ، والتقليل من اعتمادنا في كل ما نستطيع انتاجه على الاخرين .

المرحلة التاريخية الان والتي تعتبر جانبا نضاليا ليس مهما لشبابنا ، أن يتفاعلوا وخاصة الخريجين ، مع حقيقة أن الأرض أيضا وسيلة للإنتاج ، ويمكن بل وحتما تكون ملاذا لمبادرات شبابية تتوجب الدعم والمساندة .