العنب "الخليلي" .. فاكهة ذائعة الصيت تشكو صعوبة التسويق
تم النشربتاريخ : 2013-10-07
الأيام الفلسطينية
أبدع مزارعو العنب الخليلي في مهرجان العنب الفلسطيني الذي أقيم في بلدة حلحول هذا العام، في عرض أصنافه الجميلة على رفوف وزوايا المعرض، وأبرزها كانت لوحة كبيرة رسمت بالعنب الأخضر والأسود للشهيد الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" في أرض المعرض.
عناقيد أخرى عرضت بالعنب الأسود والأحمر شكلت عنقودا ضخما تتدلى منه سلال العنب الحلواني، والبلوطي، والشامي، والزيني، والبيروتي، والدابوقي، والبيتوني، والجندلي، والحمداني، وغيرها من الأصناف البلدية بألوان متعددة تفتح شهية كل الزائرين.
مدير مديرية زراعة الخليل بدر الحوامدة قال في حديث لـ"وفا" إن المحافظة تعتبر كبرى محافظات الوطن من حيث المساحة والسكان، والعنب يعد المحصول الأول من حيث الأهمية الاقتصادية من بين محاصيل البستنة الشجرية التي تزرع في المحافظة، والثاني من حيث المساحة بعد محصول الزيتون.
وأضاف أن المساحة المزروعة بالعنب في المحافظة تزيد على 30 الف دونم، تنتج سنويا 25 الف طن، بما يعادل 25 مليون دولار سنويا للمنتوج الثمري، والمنتوج الورقي يقدر بـ 3 آلاف طن سنويا، بما يوازي 10 ملايين دولار، مشيرا إلى 5700 أسرة زراعية تعتاش من هذا المحصول، وتنتج محصول العنب الطازج، بالإضافة إلى منتجاته المصنعة.
وأوضح الحوامدة "50% من انتاج الضفة الغربية من العنب موجود في الخليل، و10%من هذا الانتاج يتم تصنيعه، في حين يتم تصدير 25% من العنب الفائض عن حاجتها".
وعبر المزارع رائد أبو يوسف عن ابتهاجه بموسم العنب لهذا العام، الذي أتى بعائدات أفضل من العام الماضي، مؤكدا أن تعاون الجهات المختصة من الضابطة الجمركية، ومجلس العنب، ووزارة الزراعة، في ضبط ومنع دخول العنب الإسرائيلي إلى الأسواق الفلسطينية ساهم في ارتفاع أسعاره، وضمان عدم خسارة المزارع واستقرار السوق.
وأشار المزارع أبو يوسف إلى أن أكثر الأنواع طلبا هو العنب الزيني، ذو ثمار اسطوانية بيضاء مصفرة ذات قشرة متوسطة ولب عصيري، وعناقيده كبيرة ممتلئة متوسطة التراص، ويتميز بإنتاجه الغزير ذو الجودة العالية لارتفاع نسبة السكر فيه، موضحا أن العنب البلدي يحتل المرتبة الثانية، ويمتاز بأنه مبكر النضج، ومن أكثر الأصناف انتشارا في فلسطين، وأكثرها استخداما كعنب مائدة وعصير، كما يستخدم لعمل الزبيب والملبن، والمربى، والخل، ويعتبر ملائما للظروف البيئية المحلية، ويتحمل الجفاف، وثماره بيضاء شمعية تميل إلى الاصفرار حساسة للنقل، وتنضج في بداية شهر آب.
وأضاف 'يسوّق مزارعو العنب منتوجهم في السوق المحلية، بالإضافة إلى الأسواق الأردنية، ومحصول العنب في السنوات الخمس الماضية زاد بنسبة 70% عن سابقاتها، لزيادة نسبة استصلاح الأراضي، وتأهيل الكروم الوعرة، والهرمة، ولتوفير أشتال للمزارعين'.
من جانبه، أشار المزارع محمد عقل، إلى 'أن المزارعين عملوا على انشاء جمعية السنابل التعاونية لتطوير صناعة منتجات العنب، حيث ينتج مصنع الجمعية عصير العنب الطبيعي، والدبس باستخدام الآلات، وخل العنب الأبيض والأحمر، بالإضافة إلى تخليل فواكه العنب، وتُسوّق هذه المنتجات في فرنسا، والسوق المحلية، ومدة حفظ وصلاحية هذه المنتجات سنة كاملة'.
وأضاف 'نسبة انتاج المصنع السنوي 15 الف لتر من عصير العنب، وتباع في عبوات بسعة 600 مليلتر بسعر خمسة شواقل، وعبوات بسعة 330 مليلتر بسعر ثلاثة شواقل'، آملا بأن يتم تطوير المصنع بمعدات حديثة لزيادة كمية الانتاج.
الجمعية النسوية للتوفير والتسليف عرضت هي الأخرى منتجات مختلفة من العنب، تتمثل في الدبس الخالي من السكر الأبيض، وبذور العنب المجففة التي تستخدم كدواء، والغنية باوميغا 3، والتي تعتبر منشطة لعضلة القلب، وغنية بالكولوجين، وتمنع التقزم عند الأطفال.
وعرضت الجمعية مادة غذائية جديدة باسم 'الشدة'، وهي مكونة من الدبس، وزيت الزيتون، وحبة البركة، والسمسم، والجوز، وأنواع عدة من البهارات، حيث تستخدم كغذاء ودواء، وتصدر إلى دولة الكويت، بالإضافة إلى مربى العنب المصنوع من لب العنب، بنسبة سكر بسيطة، والملبن، وسماق العنب المصنوع من بذور وحصرم العنب.
كما عرضت المزارعة سهيلة القشقيش الدبس المُشَمّس، 'المطبوخ بالشمس'، وقالت 'يغلى عصير العنب بعد تصفيته فقط للتعقيم، ويوضع بعد ذلك في أوان تحت أشعة الشمس حتى يشتد ويصبح كالعسل'، مشيرة إلى أن سعر الدبس المشمس أغلى من الدبس المطبوخ بزيادة 10 شواقل لكل كيلو.
بدوره، اعتبر محافظ الخليل كامل حميد، تنظيم معرض للعنب الفلسطيني في المحافظة بشكل سنوي حالة تنموية ناهضة لدى المؤسسات الانتاجية الزراعية المشاركة في هذه المعارض في فلسطين عامة، والخليل خاصة.
وبين حميد أن العام الماضي شهد افتتاح المعرض الأول لمهرجان العنب في جامعة الخليل، واليوم حالة التنافس المبدع والخلاق لعرض الأفضل والمتميز لمنتجاته المختلفة والمطابقة للمواصفات القياسية تعبر عن رغبة كل من ساهم بالنهوض بالواقع الزراعي في فلسطين، معتبرا أن المهرجان هو دعامة أساسية لتثبيت المزارع على أرضه وحماية مقدراته.
من جانبه، اعتبر وزير الزراعة وليد عساف مهرجان العنب لهذا العام عرسا للزراعة والمزارع الفلسطيني، مشيرا إلى مشروع تخضير فلسطين من خلال زراعة مليون ونصف شجرة، منها 400 ألف في الخليل، لحماية الأراضي الزراعية من الاستيطان لتبقى فلسطين خضراء، ولمنع دخول أي منتج اسرائيلي من شأنه أن يدمر محصولنا الوطني، ولإتاحة المجال للتصدير إلى خارج فلسطين من أجل دعم المزارع الفلسطيني.
غير ان العنب الخليلي، الفاكهة ذائعة الصيت، تواجه رغم شهرتها الواسعة، عدة مصاعب تحول دون تسويقها وترويجها بشكل يليق بفاكهة تأتي فلسطينياً بالمرتبة الثانية بعد الزيتون من حيث الأهمية.
وأهم هذه المصاعب حواجز الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة بالضفة الغربية، إلى جانب ارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي، سيما اشتال العنب المطعمة 'المركبة' على أصول أميركية مقاومة للحشرات، وارتفاع ثمن الأسمدة والمبيدات، والزحف العمراني، والطرق الاستيطانية والالتفافية التي استنزفت مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.